هل الأشباح من صنع مخيلتنا ؟



هل ظاهرة الأشباح نتاج عقلنا البشري أم أن لها وجود فعلي ؟منذ عدة أيام وتحديداً في 1 نوفمبر 2009 كتب البروفسور "مايكل إل تان" مقالاً نشرته مجلة صنداي إنكويرير يذكر فيه:"خبرتي الجامعية في العلوم الطبيعية والإجتماعية والخبرات المتراكمة في الحياة جعلتني على قناعة بأنه لا يوجد أشباح" ومع ذلك يرى بأن هناك بيوت "مسكونة" ليس بسبب وجود الأشباح فيها ولكن لإعتقاد الناس بأنها مسكونة.


ويتابع البروفسور قوله :" نرغب بأن نكون مسكونين ليس بالأشباح أنفسهم فقط لكن بما يمثلونه لنا من ذكريات الصداقة والروابط العائلية ، مثلاً نصنع أشباحاً لتذكيرنا بالناس والأماكن والأحداث التي مررنا بها"، وكدليل على أن الأشباح مجرد أمور نخلقها في عقولنا شهد البروفسور على دراسة أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية BBC حيث جرى توزيع أشخاص بشكل عشوائي إلى مجموعتين ، إحدى المجموعتين ذهبت إلى بيوت يفترض أنها "مسكونة" أما المجموعة الأخرى ذهبت إلى بيوت "عادية"، ولم يتم إعلام أي من أفراد المجموعتين عن ما يشاع عن تلك البيوت أو سمعتها، وبعدها وجهت إليهم أسئلة فيما إذا شعروا بعلامات البيت المسكون وتمت مقارنة الإجابات مع أفراد المجموعة التي كانت قد ذهبت إلى البيوت الإعتيادية، وعلى ضوء نتائج التجربة توصل باحثو BBC إلى استنتاج وفقاً لأقوال البروفسور "مايكل إل تان" مفاده أن :"البيت الذي له صيت عن ظهور الأشباح فيه يمتلك الخصائص التي نعتقد أنها من علامات البيت المسكون بالأشباح".


- ذلك الرأي يتعارض بشكل مباشر مع الكم الكبير من البيانات التي تم توثيقها وجمعها من بلدان متعددة على مدى الـ 50 سنة الأخيرة والتي تثبت الشك بوجود ما نشير إليها على أنها أشباح أو أرواح الموتى أو جن.

مواجهات مع الأشباح

مما لا يقبل الجدل هو وجود عدد هائل من التقارير المتحقق منها عن مواجهات مع الأشباح والتي تركت دليلاً مادياً لوجودها أو ظهورها. على سبيل المثال ، تم التحقق من قضية مؤخراً أبلغ فيها رجل أعمال يملك متجراً في مركز أورتيغا عن أن مكتبهم مسكون بالأشباح وبأن مجموعة من موظفيه دب فيهم الذعر لرؤية طفل يركض حولهم ويسمعون بكائه.
- تذكرنا التجربة التي أشرفها عليها البروفسور "مايكل إل تان" بدراسة أخرى قامت بها الدكتورة "غيرتود شمايدلر" في نيويورك منذ عدة سنوات حينها طلبت من مجموعة من الطلاب أن يملأوا استبياناً وأن يجيبوا عن سؤال فيما إذا كانوا يؤمنون بالقدرات فوق الحسية ESP (الحاسة السادسة) أم لا ؟ ثم خضعوا بعد ذلك إلى إختبار قياسي في الإستبصار حيث طلب منهم أن يحزروا الترتيب الذي أتت به عدد من البطاقات المقلوية على وجهها فأتت النتيجة في قمة الوضوح حيث سجل الأشخاص المؤمنين بتلك القدرات أعلى عدد من النقاط بالمقارنة مع نظرائهم الذين لم يؤمنوا بها. أطلقت الدكتور شمايدلر على غير المؤمنين بتلك القدرات اسم "العنزات" بينما أطلقت على أولئك الذين يؤمنون بها اسم "الخراف". - إقرأ عن: قدرة التخاطر


- بالنظر إلى ما توصل إليه "مايكل إل تان" في تجربته نجد أنه من الصعب جداً تحويله من "عنزة" إلى "خروف" مهما كلف الأمر ومهما توفرت أمام عقله الممتشكك و"العلمي" مجلدات من البراهين العلمية على وجود الأشباح.


وأخيراً .. وكما قال الفيلسوف الشهير سورين كيركيغارد: "هناك طريقتان لكي تقع ضحية الخداع: الأولى هي أن تؤمن بما ليس هو عليه،  والأخرى هي أن ترفض الإيمان بما هو عليه."
السابق
شكرا لتعليقك