يقولون أن أسطورة فرانكشتاين بدأت مع كتابة ماري شيلي لروايتها عام 1818، في الواقع نصف ما يقولونه خاطئ والنصف الأخر صائب، فقد بدأت الأسطورة فعلًا على يد “ماري شيلي” في هذا الوقت، لكن فرانكشتاين نفسه بدأ قبل ذلك بكثير، بدأ قبل قرن ونصف من ذاك الوقت،عام 1963 تحديدًا ،حيث وُلد يوهان كونراد،ولكي نكون أكثر دقة، فإن الدكتور يوهان هو بطل رواية ماري شيلي الخالدة، والذي أشاع البعض عنه الكثير من الأقاويل أهمها زعمهم ادعائه النبوة، وأقلها إصابته بالجنون ! هكذا بدأ اسم فرانكشتاين في الظهور، وإن كان ظهوره قد سبق ذلك بكثير، فقد كانت عائلة فرانكشتاين من أثرى عائلات ألمانيا وقد بَنت قصرًا بنفس الاسم، وهو القصر الذي قضى فيه يوهان كونراد فترة من الزمن، راودته خلاله فكرة خلق هذا المسخ المُخيف الذي أصبح فيما بعد أسطورة.
تعرف على فرانكشتاين الآن
لكن متى بدأت الأسطورة؟ وكيف؟
أول لبنة في أسطورة فرانكشتاين هي زعم مارى بأنه قد شهدت أحداث هذه الرواية في أثناء النوم، حيث جاءها الإلهام على شكل كابوس مرعب شاهدت خلاله شاب بشكل مخيف منكب على طاولة يجمع شتات ما بدا انه مسخ بشرى بشع كما لاحظت أثناء الحلم أن الحياة بدأت تدب شيئًا فشيئًا في هذا المسخ بواسطة مصدر طاقة خارق ، هكذا زعمت ماري مولد هذه الفكرة، وهكذا بدأت في كتابة روايتها الأولى !
كما زعم البعض افتراء “ماري” ذلك، وأنها استمعت إلى أحداث هذه الرواية من صديق زوجها في إحدى الليالي ، حدث ذلك عندما كانت ماري تُكمل عامه الثامن عشر، وهو أمرٌ أسطوري في حد ذاته!
وهناك رواية الثالثة فتقول أن ” ماري” ذهبت في رحلة مع زوجها وأُجبرت على المكوث في قلعة فرانكشتاين وهناك استمعت إلى قصة الدكتور يوهان وقصص أخرى عن محاولاته في هذا السياق وهنا بدأت أحداث الرواية تتراقص في رأسها، وفور عودتها شرعت في تدوين الإحداث التي استمعت إليها وأضافت إليها بعض الخيال لتخرج بالشكل الذي خرجت عليه.
على كلٍ، وأيًا كانت الحقيقة فإن “ماري” في النهاية قد كتبت هذه الرواية التي أصبحت مصدر إلهام للكثيرين وحققت نجاحًا فاق الحدود رغم كونها في ذاك الوقت لا تزال بنت التاسعة عشر !
من هي ماري ومن هو فرانكشتاين ؟
“ماري شيلي” كاتبة إنجليزية من مواليد أغسطس 1797 ، ولدت لعائلة أدبية مثقفة ، فقد كان والدها الكاتب والمفكر الكبير “وليم غودين “، ووالدتها الكاتبة ” ماري وولستونكرافت” ، إلا أنها قد بلغت الخامسة عشر ووالدها غير موجودين على قيد الحياة، أحبت مارى شاعر يكبرها وهربت معه إلى فرنسا ثم إلى إيطاليا،وتوجته بعد انتحار زوجته السابقة وأنجبت منه عدة أطفال ماتوا جميعًا في الصغر عدا واحد فقط ،ولم يمض وقت كبير إلا ومات زوجها، ليلوح في الأفق لقب جديد لماري وهو ” ماري ذي الحظ السيئ” !
أما فرانكشتاين بطلة رواية ماري الأولى فهو عبارة عن عملية تجميع لأعضاء الجثث قام بها الدكتور فيكتور في الرواية ثم صعقها بالكهرباء فانبعثت فيها الحياة ، إلا أن الشكل المخيف الذي ظهر عليه هذا الشيء أدى إلى اشمئزاز الدكتور فيكتور منه وهجره، بل وطرده وندمه على صنع مثل هذا الشيء،هنا فقط بدأت أسطورة فرانكشتاين !
أسطورة فرانكشتاين
لم يتقبل هذا المخلوق فكرة تركه وحيدًا وابتعاد الدكتور فيكتور عنه فقام بمغادرة البيت متجهًا إلى الغابة،وهناك احتضنته أسرة في أحد الأكواخ وعاملوه معاملة جيدة، حتى انه قد ذهب إلى ابنتهم وطلب منها الزواج، لكنها رفضت ووبخته،فاشتعل غضبًا وعاث في الأرض فسادًا، واتهم صانعه بالقتل.
إلى هنا وبدأت الأفلام تتلقف تلك النبتة وتُجسدها حيث تشاء وتُغير في بعض الأحداث، حتى أن القصة الأصل قد تحولت إلى أكثر من 130 عمل سينمائي يختلفون في الأحداث ويتفقون في التيمة، وقد كانت الفكرة في حد ذاتها أرض خصبة نشأت بها نوعية جديدة من الأفلام وهي أفلام الرعب.
فرانكشتاين… أول فيلم رعب في التاريخ
يُعد فرانكشتاين أول وأكثر الأفلام رعبًا في التاريخ، فبعد أن خرج كرواية عام 1818 كانت من تأليف ماري شيلي حُول إلى فيلم سينمائي بعد أكثر من مائة عام، تحديدًا في عام 1931، وقام ببطولته كولين كليف وبورس كارلوف، يتناول الفيلم قصة الدكتور هنرى فرانكشتاين والذي يحول خلق حياة جديدة من خلال تجميع أجزاء جسد شخص متوفي، ينجح فرانكشتاين في خلق الحياة الجديدة، لكن ما حدث أن هذا الممسوخ هرب إلى القرية وبدأ في بث الرعب هناك.
فرانكشتاين والكهرباء
بعد هذه الحادثة اعتقد الكثير من العلماء أن الكهرباء لها القدرة على إحياء الموت، بالرغم أن هذا حدث في القرن السابع أو الثامن عشر، وقد كانت الكهرباء وقتها اختراعًا جديدًا،ولم يتوقف الأمر عند الاعتقاد وحسب، بل أن العالم الإيطالي “ليوجي جالفاني” قام بعدة تجارب في هذا السياق أهمها تمرير الكهرباء في جسد ضفدعة ميتة،وبالفعل لاحظ حدوث حركة وارتجاف في أطرافها !
ثم جاء ابن أخته “جيوفاني” عام 1791 وتابع مسيرته،لكن هذه المرة أمام الجميع في ساحة عامة من ساحات لندن، والفارق الأخر أن التجربة هذه المرة كانت على جثة بشرية لمجرم تم إعدامه شنقًا في صبيحة ذلك اليوم، ثم مرر تيار قوته 120 فولت إلى الجثة التي انقبضت ملامحها وكأنها تشعر بالألم، مما أدى إلى ذهول الحضور حتى أن بعض النساء قد أغشى عليها، وعندما زاد ” جيوفاني” من شدة التيار يُقال أن الجثة قد فتحت عينيه وأخذت تُحدق في جيوفاني كأنها تُريد رؤية معذبها، بل وأخذت ترتجف، حتى ظن البعض أن الحياة قد عادت للجثة مرة أخرى !
بالفعل لم تعد الحياة للجثة مرة أخرى، وما حدث هو السلوك الطبيعي لأي جسم عند توصيل الكهرباء له، لكن جهل الناس في هذا الوقت أدى إلى انتشار هذه الخرافات، تلك الخرافات التي يرجع الفضل إلى فرانكشتاين في ظهورها.6
نهاية فرانكشتاين ونهاية ماري
ماري لم تتزوج ثانية بعد وفاة زوجها، بل قضت باقي عمرها مخلصة له وتحاول نشر ما تركه من قصائد، ورغم نجاحها الواسع وشهرتها الفائقة إلا أنها عاشت صراعها مع الفقر لكونها لم تستطع الانخراط مع المجتمع الإنجليزي ولم تكون علاقات مع طبقة المثقفين بسبب فقرها وعدم مجاراتها لمتطلباته، ماري كتبت روايتين لم يلقيا نفس النجاح الذي لاقاه فرانكشتاين هما “الجل الأخير، حظوظ بيركن واربيك” عاشت ما تبقى من حياتها في بؤس مع ابنها المتبقي وزوجته حتى وافتها المنية عام 1851 عن عمر 53 سنة.
أما نهاية فرانكشتاين فاختلفت باختلاف الروايات والأفلام والأساطير، فالأعمال التي اعتبرته شرًا انتهت بموته وانتصار الخير على الشر كما تقول الطبيعة، أما الأفلام التي اعتبرته خيرًا – وهي قليلة – فقد انتهت بانصلاح طبيعة فرانكشتاين وانصهاره بين طبقات المجتمع، لكن جميعها اتفقت على أن وجود فرانكشتاين كان أمر خاطئ.
تحويل الاكواد الاكوادتحويل ط§ظ„ط§ط¨طھط³ط§ظ…ط§طھط¥ط®ظپط§ط،