فرسان المعبد وعبادة "بافوميت"


رسم يظهر فرسان المعبد بملابسهم وعلمهم وشعارهم في الأعلى
Music player Here
في القرن الـ  12 الميلادي نجحت مجموعة من الأوروبيين المتشددين في إقامة موطء قدم لهم في مدينة القدس العربية وبعض النقاط الواقعة على الساحل الشرقي لبلاد الشام ضمن إطار الحملات الصليبية المتلاحقة التي دامت 200 سنة (1095 إلى 1291 ) والتي كان يشنها بعض ملوك أوروبا بإيعاز من البابا بحجة "إنقاذ القدس (أروشليم) " من أيادي المسلمين العرب الذي كانوا يصفهم الصليبيون بـ "الهمج" على حد زعمهم، عرفت تلك الجماعة باسم "فرسان المعبد " Knights Templar وكانت تتمتع بنفوذ قوي تجلى بالقوة العسكرية والإقتصادية التي فاقت في بعض الأ حيان قوة العديد من عروش أوروبا، الأ مر الذي أكسبهم إعجاب معظم الشعوب الأ وروبية .

- غير أنه بعد فترة من الزمن تكشفت معلومات حول ممارسات سرية داخل الجماعة تبدأ بالهرطقة وتنتهى بطقوس عرف فيما بعد أنها تدخل في إطار عبادة الشيطان حيث كشفت التحقيقات التى جرت فيما بعد عن ممارسات وثنية وجنسية فاضحة تجرى سراً داخل المعابد وتحت الأ قبية من بينها تدنيس رموز المقدسات المسيحية وتسخير قوى الشيطان لاكتساب النفوذ والسيطرة والمتعة .

النشأة 

كما فعلت المسيحية فى القرون الأ ولى حينما انزوت فى الخفاء كذلك فعلت الأديان القديمة في هذا العصر وكان من نتيجة هذا أن ظهرت الجمعيات السرية بكثرة فى جميع أنحاء أوروبا ، فقد وصلت بعض هذه الجمعيات إلى حد من القوة اضطرت البابوات إلى شن حروب عليها . وربما كان من أهم الجمعيات السرية أو لعلها أهمها جميعاً " جمعية فرسان المعبد" Knights Templar وكان الغرض الظاهر لهذه الجمعية هو حماية المسيحيين .وهم في طريقهم إلى الحج إلى الأماكن المقدسة ، أما غرضها الحقيقي فهو إعادة بناء معبد سليمان فى أورشليم وبالتالي ينتقل نفوذ كرسي البابوية من روما إلى هناك .

وتؤكد وثائق تاريخية أن الغرض السري من تأسيس الجمعية يتضح من خلال حقيقة في غاية الأهمية وهي أنه كانت توجد في الوقت الذي تأسست فيه الجمعية طائفة تسمى "طائفة يوحنا المسيحية" تزعم أن للأناجيل الأربعة معان باطنية وأن يوحنا هو الذي يملك مغاتيح حل هذه الرموز . وترى هذه الطائفة أن السيدة مريم أنجبت المسيح سفاحاً (حاشا لله) ، وقد اتخذ رؤساء هذه الجماعة لقب ( المسيح) وانحطت نظرياتهم بسرعة لتصل إلى عبادة الأوثان والإعتراف برموز وشعائرأساتذة السحر الأ سود ، وهو ما ورثته عنهم جماعة فرسان المعبد ومارسته بحذافيره .

عبادة بافوميت

رسم يوضح الشيطان بافومت برأس تيس وجسد بشري وبجانبه تمثيل للشيطان بشكل خفاش على كنيسة ماري في فرنسا
عرف عن فرسان المعبد تقديسهم لصنم برأس قط أسود ، وقد ارتبط هذا الصنم بأشكال أخرى منها : صنم برأس جمجمة - رأس بوجهين - شخص ملتح - شخص متعددالرؤوس - أو الشكل الأشهر وهو جسد آدمي برأس تيس وجناحين وظلفين مشقوقين . وهو يمثل الشيطان ويمثل الربط بين فكرة الخصوبة الذكرية والسيطرة على عناصر الخليقة بواسطة علوم السحر . وكان هذا الصنم يعرف باسم "بافوميت" Baphomet (انظر يمين الصورة) و كانت له تماثيل متعددة ، إلا أن أشهرها كان موجوداً على واجهة كنيسة سانت ميري Merri Saint في فرنسا ولا زال موجوداً حتى الآن (إنظر يسار الصورة) .

وكان بافوميت بالنسبة إلى فرسان المعبد رمزاً لعدد من لمفاهيم منها النور السماوي لإله وثني يدعى "بان" ، بينت الإكتشافات الحديثة صحة تورط فرسان المعبد في عبادة بافوميت وهي مستندات ترجع إلى القرن الثالث عشر.

نهاية أم تحول إلى الماسونية ؟ 

انتهت جمعية فرسان المعبد مع الإتهامات التي وجهها إليها البابا والملك فيليب وهي تتضمن مزاولة السحر وأنهم خلال حفلاتهم كانوا يبصقون على صورة المسيح وينكرون الرب ويقبلون قائدهم في مواضع داعرة ويعبدون رأساً نحاسياً ذي عينين من عقيق أحمر ويجلسون فى اجتماعاتهم مع قط أسود كبير ويضاجعون شيطانات ، وفي سنة 1312 أصدر البابا كليمنت الخامس Clement V مرسوماً بإنهاء الجمعية على أساس تهمة التجديف أو المروق الديني .

تقديس بافومت في محفل ماسوني بمناسبة ترقية أحد أعضائها إلى المرتبة 18 في سلم الماسونية
وقبل إحراق جاك دي مولاي في 1314 آخر قادة فرسان المعبد مع أصحابه ، تأسست 4 محافل دولية للماسونية السحرية ، أحدها فى نابولي للشرق و أدنبرة للغرب و ستوكهولم للشمال وباريس للجنوب ، حيث سجلت بعض الأ عمال الفنية جانباً من تقديس تمثال بافوميت فى المحفل الماسوني الاسكتلندي ، وذلك فى حفل ترقية أحد أعضاءه إلى الدرجة 18 كما يظهر في الرسم إلى اليمين.

ومع ذلك لم يختلف المؤرخون على شىء قدر اختلافهم على هذه الاتهامات التي وجهت إلى فرسان المعبد حيث يذهب المدافعون عنهم إلى أن طمع الملك فيليب الرابع واحتياجه الدائم إلى المال هو الذي حدا به إلى دفع البابا إلى إصدار الاتهامات بالسحر والكفر والشعوذة ضد جماعة فرسان المعبد .
السابق
شكرا لتعليقك