المشي على النار




يشير مصطلح المشي على النار FireWalking إلى ممارسة تتضمن المشي على الجمر الساخن أو الصخور أو الأحجار البركانية من دون حدوث حروق في باطن الأقدام. ويعتبر المشي على النار في بعض الثقافات كالهند جزء من طقس ديني له صلة بقوى " خارقة " يمتلكها الفاكير الهنود أو الدراويش . في حين يعتبر في أمريكا جزءاً من ثقافة أو دين العصر الجديد New Age أو نشاطاً تحفيزياً للذات.

يرى ( توني روبنز ) الذي ساهم في زيادة شعبية "المشي على النار" أنه ممارسة إستعراضية تثبت أنه باستطاعة الناس القيام بأفعال تبدو مستحيلة بنظرهم وأنه عبارة عن تطبيق/ تقنية تبديل الشعور بالخوف وتحويله إلى قوة ، كما لا يعتبر قوة العقل التي تقهر الخوف أمراً خارقاً أو من قبيل ما وراء الطبيعة .

ويعتبر ( توني روبنز) أن التغلب على الخوف هي خطوة في عملية إعادة بناء عقل المرء خصوصاً إن كانت محاولة تتعامل من النار ويبادر بها جماعة خاصة جداً تهوى المخاطرة . إذ ستتبدو تلك المحاولات حدثاً عظيماً بالنسبة لأولئك المترددين أو الذين يشعرون بأنهم لا يتحلون بنفس القوة التي يرونها على الذين يمشون على النار أو الأكثر جرأة الذين يمشون على الجمر الساخن.

يزعم ( تولي بوركان ) مؤسس معهد المشي على النار بهدف الأبحاث والتعليم أنه كان أول شخص قام بإطلاع الناس في أمريكا الشمالية على تلك الممارسة ويعتبر المشي على النار وسيلة للتغلب على المعتقدات التي تفيد بأن قدرات الإنسان محدودة وكذلك للتغلب على الرهاب (الفوبيا) والمخاوف الأخرى.

يبدو المشي على الجمر الساخن دون تعرض باطن الأقدام للحروق أمراً مستحيلاً للعديد من الناس لكن في الواقع لم يعد أمراً مستحيلاً إنه يشبه وضع يدك فرن ساخن بدون التعرض للحروق طالما أبقيت يدك في الهواء من دون أن تلمس الفرن أو رفوفه المعدنية أو السيراميك أو الاواني المعدنية فيه، بهذه الطريقة لن تتعرض للحروق حتى لو كان الفرن ساخناً جداً أو أنك لمست سطح الفرن الساخن أو رفوفه المعدنية وأنت تلبس قفازات عازلة فلن تتعرض لأي حروق. لماذا ؟

لأن للهواء سعة حرارية منخفصة أو ناقلية ضعيفة للحرارة في حين أن أجسامنا لها سعة حرارية عالية أو ناقلية عالية للحرارة ويمكن لعازل أن يعزل مادة ساخنة كالجمر الساخن جداً والذي تتراوح درجة حرارته بين 1000 إلى 1200 درجة مئوية.

الشخص العادي الذي له باطن "إعتيادي" لقدميه لن يتأذى بأية حروق طالما لم يأخذ وقتاً طويلاً في المشي خلال قطع الفحم الحارة وطالما لم يكن لقطع الفحم المستخدمة سعة حرارية عالية. مثل الحجر البركاني وبعض أنواع الحطب.

كذلك يعتبر الخشب الصلب والفحم المستخدم للشواء عوازل حرارية جيدة ، الخشب يكون عازلاً جيداً حتى لو شبت فيه النار والفحم يعتبر أفضل عزلاً بـ 4 مرات من الخشب الصلب الجاف. إضافة لذلك يكون للرماد المتبقي من الفحم المحترق ناقلية أضعف من حالة الفحم والخشب الصلب.

ومع ذلك سيتعرض بعض الناس للحروق عند المشي على الجمر الساخن ، ليس بسبب إفتقارهم للإيمان أو قوة الإرادة لكن لأن الفحم شديد السخونة أو أن يكون له سعة حرارية عالية نسبياً أو أن باطن قدمي الشخص الماشي على الجمر رقيقة أو أنه لم يتحرك بسرعة كافية.

لكن حتى قطع الفحم الساخنة جداً والتي لها سعة حرارية عالية يمكن المشي فوقها دون التعرض للحروق إذا كانت قدم الشخص معزولة بسائل كالماء أو العرق ، فكر مثلاً في تبليل إصبعك ومن ثم لمس مكواة ساخنة من دون أن تحترق ، ومرة ثانية عليك أن تتحرك بسرعة كافية أو ستتعرض للحروق.

على أية حال حتى لو تزودت بكل تلك المعارف ما زلت تحتاج إلى الشجاعة لكي تمشي على النار. عندما قام مايكل شريمر من مجلة التشكك Skeptic بمحاولة المشي على النار لصالح عرض حلقة من برنامج تلفزيوني بعنوان "ظواهر لا تفسير لها " ، كان متزوداً بالمعرفة اللازمة ولكن الخوف ما زال واضحاً عليه ، فغريزتنا ما زالت تخبرنا :" لا تفعل ذلك، هل أنت أبله ؟!".

المشي على النار يتطلب بعض الإيمان إضافة إلى المعرفة ، الإيمان بأن قطع الفحم معدة بشكل مناسب وبأنك تستطيع التحرك بسرعة كافية لتجنب الإحتراق وسيعمل معك مادمت تصدقه نظرياً.

وعلى الرغم من أن تجنب الحروق يعتمد أكثر على الطريقة التي أعدت بها قطع الفحم وعلى التحرك بسرعة مقارنة مع قوة الإرادة إلا أن قوة العقل تصنع حاجزاً واقياً أو قوة ما ورائية أو خارقة بحسب إعتقاد البعض.

السابق
شكرا لتعليقك