شياطين الجنس



على مر التاريخ وفي جميع أنحاء العالم ، ذكر الناس حكايات وقصص وأحداث عن الإتصال الجنسي مع أنواع متعددة من الكائنات الخارقة والشياطين ، يعتقد كثير من الناس أن "شياطين الجنس" ولدت من الحاجة لشرح ابعاد الموضوعات التي كانت تعتبر من المحرمات عموماً ، وفي كثير من الأحيان يتعرض الناس لما يبدو ممارسات جنسية حقيقية اثناء النوم بالذات او محاولة للتحرش الجنسي من قبل اشياء غير معروفة ، وتتشكل لها على هيئة وجوه معروفة وأخرى غير معروفة ، ليس في المنام وحسب ، وإنما في مرات نادرة في اليقظة ، حيث قالت امرأه ان زوجها أتاها ثم بعد ان انتهت العملية الجنسية وبعد اقل من نصف ساعة جاءها زوجها مرة أخرى وكانت تتساءل ألم تكن قد أتيتني قبل قليل ؟ وكان زوجها مستغرباً وفي حالة من الذهول  حيث لم يأتي إليها حقاً مما اسفر عن استعجاله في طلاقها بغير ذنب ، وقوبلت مثل هذه الأشياء والممارسات بأشياء مثل الحمل الغير متوقع في حالات قليلة ونادرة ، والإجهاض والولادة بأطفال غير طبيعيين بالمرة ولكن غالبيتهم لا يعيشون طويلاً ، ونتيجة لذلك ، جاء المجتمع مع عدد من المخلوقات الأسطورية والكيانات الخفية التي طالما روى الناس عن ممارسات جنسية معهم ، تقرأون وتتعرفون على أشهر هذه الكيانات والمخلوقات من خلال هذا المقال من بعض ثقافات وأساطير الشعوب في العالم حول شياطين الجنس .
 

بابوباوا
البابوباوا Popobawa معناه الخفاش ذو الجناحين الكبيرة باللغة السواحلية وهو مخلوق شيطاني من العالم السُفلي وأسطورة هذا المخلوق تأتي من "زنجبار" في إفريقيا والمناطق والجزر المحيطة بها ، حيث يصور بأنه مخلوق مثل الخفافيش بعين واحدة وبقضيب كبير جداً وهو يطارد الرجال والنساء على حد سواء ، وغالباً ما يأخذ عند التشكل شكل الإنسان أو الحيوان ، وعادة ما يزور الأسر في الليل ، وهو لا يميز بين الرجال أو النساء أو الأطفال ، وغالباً ما يهتك عرض العائلة بأكملها قبل أن يذهب .
أسطورة بابوباو
ا ظهرت للمرة الأولى في جزيرة بيمبا في عام 1965 و لقد تم الإبلاغ عن مشاهدات كان آخرها  في عام 2007.
هناك عدة نظريات مختلفة حول أصل 
بابوباوا ، ويقول البعض أنه روح غاضبة كان منبعها بواسطة "الشيوخ" السحرة في زنجبار لأخذ الثأر من جيرانهم  .
في عام 2007 حقق الباحث "بنيامين رادفورد" 
حول بابوباوا حيث وجد أن جذوره كانت من الشيوخ الذين يعالجون بالقرآن بحسب قوله ، لأنه هو الدين السائد بالمنطقة ، ووفقاً لرادفورد يقول : "أن يتم قراءة تلاوات من القرآن الكريم للحفاظ على بابوباوا ، كما أن هناك آيات معينة تستطيع أن تحفظ الناس منه ومن أذاه في نفس الوقت ، كما في الكتاب المقدس المسيحي لتبديد وطرد الشياطين  "

تروكـا

 في تشيلووي وهي جزيرة قبالة جنوب تشيلي ، كانت هي أسطورة موطن تروكا ، وهو مخلوق قزم قوي جنسياً مع قدرته على شل النساء من نظرة واحدة قبل ممارسة الجنس معهم ، يوصف تروكا بأنه قزم قبيح المظهر مثل العفريت ، وغالباً ما يرتدي قبعة و حلة على رقبته ، وقدميه بها سلاسل لها جلجله حينما يمشي  . 
يعتبر تروكا مخلوق بخصائص شيطانية في التراث والفلكلور اللاتيني ويعبر عنه بأنه الكابوس وهو واحد من أكثر الشخصيات الشيطانية شهرة في أمريكا اللاتينية ، حيث يستطيع أن يشل النساء من نظرة واحده اثناء دخولة لغرفة النوم وهو يتميز بقوة غير عادية وهو غالباً ما يفتتن بالنساء الحوامل ، وفي المناطق المحيطة من أصل أسطورة تروكا في تشيلووي يكون الناس في البيوت في حالة تأهب دائم من كيان الشر تروكا ، ولديهم عادة بأنهم يتركون حفنة من الرمال الجافة على أي طاولة في المنزل وقت النوم لأنهم يعتقدون أن كيان الشر تروكا ينجذب لحبات الرمال ، ولو رأوها فيما بعد تحركت أو تبعثرت أو تغيرت فإنه دليل على أنه قد جاء في تلك الليلة ، والسبيل الوحيد للتخلص منه في حالة جثمه على المرأه اثناء النوم هو إشعال الضوء لأنه يذهب مباشرة بعد أول ضوء يتم إشعاله .
 
 
سكوبوس 

ربما هي شيطان الجنس الأكثر شهرة والمعروفة بأسم Succubus وسكوبوس هي شيطانة من الإناث التي تأخذ شكل المرأة الفاتنة الجذابة من أجل إغواء الرجال ، ويعتقد عموماً أن أسطورة الشيطانة سكوبوس جاءت من القرون الوسطى ، وهدفها هو ممارسة الجنس مع الرجال من البشر أثناء النوم وهن يفعلن ذلك لأغراض خاصة بهن ، في الأساطير يصفون شكلها على أنها تأخذ شكل امرأه بشرية جميلة مع ميزات شيطانية وهي تمتلك الأجنحه لتطير وقرون صغيرة وذيل طويل ، ومع ذلك ، فإن هذه الشيطانة قد تتشكل وتتحول إلى أشكال عديدة ولكن غالباً ما تظهر في ثوب امرأه بشرية عادية في المنام للإنسان بدون ملامح شيطانية.
في الكابالا ومدرسة راشبا ومفهوم الفايكنج عن سكوبوس تعتبر شيطانة حاقدة وهي تستخدم السائل المنوي من الذكور البشر وتقوم بخلطه مع مادة أخرى ثم تقوم بتلقيحه للنساء من البشر ايضاً ليولد لهم أطفال مشوهين .
وفي الديانات المصرية القديمة والإفريقية يعتبرون سكوبوس أو شيطانة الليل تتشكل على شكل قط أو كلب أو غير ذلك من الحيوانات الأليفة في المنزل ، وفي الهند يسمون سكوبوس "هيميني" أي الشيطانة الفاتنة وهي كانت روح معذبة بسبب الرجال وهي تسعى للإنتقام من جميع الرجال بدون إستثناء .
 

الجاثوم "أنكوبوس"
الجاثوم وهو المعروف في الإنجليزية بـويعبر عنه بأنه Incubus  الكابوس أو الكيان الثقيل ، وفي التفسير الميتافيزيقي يعتبر هو الشيطان المذكر للشيطانة سكوبوس وهو يتخذ شكل عاشق ذكر ويغتصب النساء أثناء نومهن ، وفى التراث الكنسى الغربي كان الجاثوم ملاكاً مطروداً من الجنة بسبب شهوته الزائدة ، وهو في بعض الأحيان يتخذ أو يتحول لشكل رجل معروف للمرأة وفي مرات نادرة يأتي في اليقظة على هيئة الزوج للمرأة المتزوجة ، كانوا قديماً ينصحون المرأة المتزوجة بأن العلامة التي تفرق الجاثوم عن الزوج الحقيقى هو غرق كل سُكان البيت في نعاس عميق لحظة ظهور الجاثوم. 
وكلمة 
incubus   إشتقاق لاتيني من معنى الثقل وهو الإحساس بالثقل على الصدر الملازم للكوابيس.
الجاثوم كشيطان هو تفسير آخر للحالة الطبية المعروفة بشلل الجاثوم وطبياً تعتبر حاله جسدية تأتي بسبب الإرهاق أو لأسباب نفسيه أخرى. 
الجاثوم ومن خلال خبرة شخصية عنه هو لا يأتي إلا في اللحظة التي يكون بها الإنسان بين المنام واليقظة أو الخط الفاصل بينهما ويسبق مجيئه ظل قد يشاهد أو لا ينتبه له الشخص ، وهو يقوم بتخدير الشخص من جميع أنحاء جسمه ويقطع علاقته بالعالم الخارجى  فيكون عندها الإنسان كالمشلول ثم يجثم على الصدر مع أن عيناك قد تكون مفتوحة وتحس بأنك في حالة من اليقظة ولست نائماً وترى كل ما هو حولك كما هو على طبيعته ، وتستطيع أن تتكلم او تقرأ آيات من القرآن أو الإنجيل أو تتحدث أو تصرخ أو تنادي أحداً وترى ذلك المخلوق حين يتشكل على أي صورة أرادها سواء زوجتك أو أي امرأه كانت أو الزوج أو رجل معروف أو غير معروف أو أي شكل كان ، أما وقت مجيئه فهو غير معروف ولا محدد ولكن غالباً ما يترك أو يغادر الإنسان في حالات معينة ، إما أن يتم إشعال الضوء فيهرب مباشرة كما هو الحال مع تروكا ، أو عند أذان الفجر أو القراءة عليه بآيات قوية من النصوص المقدسة حيث لا يستطيع مقاومتها.
أنكوبوس أو الجاثوم كما ذكرنا هو نسخة الذكور من الشيطانة أو الكابوس سكوبوس ، وهم في الغالب يقومون بذلك  بشكل حاقد ولإستنزاف قوة و طاقة الحياة من ضحاياهم ولأغراض خاصة بهم ايضاً .
والبعض يعتقد من المكذبين بمثل هذه الحالات أن انكوبوس أو الجاثوم هو بمثابة كبش فداء لحالات الإغتصاب والإعتداء الجنسي ! لأنهم يعتقدون أن كُلاً من الضحية والمغتصب يجدون بذلك طوقاً للنجاة وتفسيراً سهلاً بدلاً من مواجهة الحقيقة .


أنكنتادو
في البرازيل والغابات المطرية في حوض نهر الأمازون ، هناك أسطورة تعتقد أن "الدلافين في نهر بوتو بالتحديد" هي شياطين ليلية يمكن أن تتحول إلى رجل جذاب جداً و جميل المظهر ويسمونه هناك Encantado أي الرجل الساحر و كانت الشابات في المنطقة يحذرن من أي رجل يرتدي قبعة داخل الغابات لأنه وفقاً للأسطورة أنكنتاندو دائماً ما يرتدي قبعة إذا تحول على شكل بشري وهو يتجول في الغابة ليغطي رأسه من ثقب في وسط رأسه حتى لا يعرف بأنه الشيطان .في أجزاء كثيرة من البرازيل يعتبرون أن من يقتل الدلافين النهرية في نهر بوتو سيكون ذلك ذو عواقب وخيمة عليه وجالباً لسوء الحظ وأنه سوف يعاني من الكوابيس لبقية حياته وربما يموت بسببها أو يصاب بالأمراض التي تؤدي إلى الموت . 







ليلو و ليليث
في الفلكلور اليهودي  ليلو LILU هو  الشيطان الذي يزور النساء أثناء نومهن ، ونظيره المؤنث هو ليليث ، وكانت هذه الشياطين مصدراً للقلق للأمهات لأنها كانت معروفة ايضاً بخطف الأطفال ، أما ليليث أو في العبرية "ليليتو" مشتقة من كلمة الليل وهي كائن انثوي ليلي شيطاني وهو إسم عبري لشخصية من الأساطير أو الشياطين اليهودية ومن التلمود البابلي ووردت كذلك في النصوص الآشورية والآكادية وبلاد ما وراء النهرين ، حيث كانت مذكورة حتى في الحضارة السومرية لأكثر من 3000 سنة قبل الميلاد ، وتم تحديد رسم أو نحت ليليث للمرة الأولى في القرن السادس باعتبارها شيطانة الإناث في أول تصوير مرئي لها ، وهي تتشكل على شكل بومة نائحه في الليل وتزور الرجال أثناء النوم  .








ليدرك
ورد ذكره في المناطق الشمالية من المجر وأن هذا المخلوق يعيش هناك ، و يسمى Liderc أو ludvércأو lucfir  أو ördög بحسب لهجات أهل المنطقة ، وهو غالباً ما يعيش في الأقبية في البيوت وله القدرة على التشكل والاختفاء حتى أنه قادر على الاختباء في جيوب الناس ، وحتى لا يرى  فإنه يدخل على أهل  المنازل من خلال ثقب المفتاح في الباب ، وغالباً ما يأخذ شكل قريب من زوج المرأة التي يريد اغتصابها ، ثم يجعل البيت قذراً جداً قبل مغادرته ، و ليدرك يوصف في الفلكلور المجري ايضاً بأنه يجلس على جسد المرأة ولديه القدرة على الدخول في جسم المرأه عن طريق الفم ويمتص دمها مما يجعلها ضعيفة ومريضة بعد مرور فترة من الزمن ، وعادتاً يكون دخوله للبيت مصحوباً برائحة مثل الدخان أو البخور المحترق ، وهو يتحول إلى شكل غراب ويختفي عند الفجر .








أورانغ مينييك
أورانغ مينييك هو واحد من الأساطير والشياطين لدى الملايو الذين يعيشون في شبه الجزيرة الملاوية في ماليزيا وجنوب تايلاند والفلبين وسنغافورة وجنوب سومطرة وتيمور الشرقية ، وهو يقوم باغتصاب العذارى دون 21 عام ، في عام 1960 تم إغتصاب عدد كبير من النساء الشابات في العديد من المدن الماليزية ، ووصف المهاجم بأنه رجل عاري يغطيه الزيت الأسود من الرأس إلى أخمص القدمين ، وقال البعض أن أورانغ مينييك يمكن أن يظهر بشكل غير مرئي للفتيات ثم في لحظة يظهر على هيئته مسبباً حالة من الذعر الشامل ، يتكهن البعض بأن أورانغ مينييك  ماهو في الواقع إلا مجرم وإنسان عادي ، غطى نفسه بالزيت لتمويه نفسه في الليل حتى لا تعرف ملامحه ويكون جسمه زلقاً بحيث لا يمكن إمساكه أو القبض عليه ، بعض التقارير تشير إلى إستمرار مشاهدة "الرجل الدهني" خلال عقود وآخرها كان في عام 2005 هذا المخلوق أو الكائن الشيطاني يختلف كثيراً عن الأساطير المتعلقة بشياطين الجنس في الأساطير والفلكلور الشعبي لبقية دول العالم .


آلب
منشأ أسطورة "آلب" كان من الفلكلور الألماني بالتحديد ، و آلب هو مخلوق  قزم وصغير إسمه مشتق من الكلمة الألمانية Alptraum وهي تعني "حلم قزم" التي تعني الكابوس ، وهو يجلس على صدر المرأة النائمة منفرج الساقين وتكون الضحية غير قادرة على الحركة أو التنفس تحت وزن آلب الثقيل مع أنه قزم وصغير حجماً ، وهو قادر على التحول إلى ما يشبه الرذاذ الخفيف ودخول جسم المرأه عن طريق الأنف أو الفم أو المهبل ، وهو قادر ايضاً على التحكم في أحلام الضحية التي يريد إغتصابها وخلق الكوابيس الرهيبة ، وقد ذكرن ضحاياه من الإناث بوجود شعور لاهث عندما إستيقظن فضلاً عن الذعر الليلي الذي يشمل أيضاً الأحلام الواضحة ، ويعتقد بعض المُحللين أن "آلب" قد يكون تفسيراً لبعض حالات توقف التنفس أثناء النوم و إضطرابات النوم الأخرى .


الشيطان العاشق
في المعتقدات الدينية وبالذات لدى الشعوب العربية ، المس العاشق أو الشيطان العاشق ذكراً كان أو أنثى من الشياطين أو "الجن" وهو يمس الإنسان بمس جزئي أو مس كلي ويكون معه دائماً أينما ذهب وربما يرافق الإنسان كل أيام حياته ، ويأتيه في كثير من الأحيان اثناء النوم وممارسة الجنس معه ، ومن أسباب المس العاشق إما الإعجاب بالشخص أو العين والحسد فهو من خلالها يجد ثغره للدخول لجسد الانسان ، أو السحر ، حيث يكون خادماً للسحر ومع الوقت والتعود على جسد المسحور يحبه ثم يعشقه .



ويوجد علامات كثيرة تدل عليه ومنها :
- شعور الإنسان كأن أحد ما يرافقه أو يراقبه .
- أن يشعر كأن جسم ما خفي ينام بجانبه على السرير مع الإحساس بثقل هواء أو سماعه لتنفس ثقيل بجانبه.
- بعض الرجال قد يجدون شعر امرأه على جسمه أو ملابسه بعد الإستيقاظ من النوم .
- كثرة الأحلام بممارسة جنسية مع أشخاص بوجوه معروفة أو غير معروفة .
- بعض النساء يتراءى لهن جسم عاري يمشي أمامهن في اليقظة بأشكال مختلفة وممارسة الجنس معهن بالمنام تقريباً بشكل يومي .
- الشعور بآلام شبه دائمة في الأعضاء التناسلية سواء للذكور أو الإناث .
أخيراً هذه المخلوقات وإن كانت في نظر الكثيرين أساطير أو خرافات نظراً للطبيعة الغريبة لمثل هذه الإدعاءات والأفتقار العام للأدلة الدامغة ، لذا من الطبيعي أن معظم الناس يرفضون مثل هذه التقارير ، ولكن في المقابل يؤمن بها الكثير من الناس ، وشياطين الجنس أنواع من ملايين المخلوقات والكيانات الخفية التي تعيش في عالمها الخاص والتي لا يمكن رؤيتها على هيئتها الحقيقية وهي تتجول من حولنا ، ولكن من الممكن أن نحس ونشعر بهم ويمكنهم الاتصال الجنسي مع الإنسان من خلال الأحلام في المنام ، والأديان لا تنكر وجودها بل تحدثت عنها بإسهاب بل وفي بعض الأديان كان الإيمان بها ركناً أساسياً من الإيمان بالدين نفسه ، وهذه المخلوقات لها عقول وأجساد وشهوات وهي ربما قادرة على التحكم في حياة بعض البشر .
السابق
شكرا لتعليقك